إن انحطاط الدولة وآلام الإنسانية والظلمات الاجتماعية قد أدركت جميعها نقطة الأوج. ومن بين الوسائل القمينة بإصلاح الوضع وبإيجاد العلاج له ، يمثل التعليم والتصنيع و الجهود الحازمة والخلق والهدم (هدم ما هو بال) والبناء وسائل لا بأس بها، ولكن هناك وسيلة جوهرية أكثر : الاتحاد الكبير للجماهير الشعبية.
لو نظرنا إلى التاريخ للاحظنا أن جميع الحركات التي حدثت عبر التاريخ ، أيا كان نوعها ، قد اعتمدت جميعها بلا استثناء في منشئها على اتحاد عدد معين من الناس. وبديهي إن الحركة إذا كانت اكبر تتطلب اتحادا اكبر ، واكبر الحركات تتطلب اكبر الاتحادات. وجميع الاتحادات التي من هذا النوع إنما تظهر بوجه خاص في عصور الإصلاح أو المقاومة ...
وما يقرر النصر أو الهزيمة إنما هو متانة الاتحاد أو ضعفه، والطابع الجديد أو الهرم، الصحيح أو الخاطئ، للايدولوجيا التي يقوم عليها ...
عندما انتصب في فرنسا الاتحاد الكبير للجماهير الشعبية في وجه الاتحاد الكبير لأنصار الملكية ، وانتزع نصر ((الإصلاح السياسي)) ، حذا عدد من البلدان حذو هذا المثال وشرع بعدد من ((الإصلاحات السياسية)). ومنذ أن انتصب في روسيا في العام الماضي الاتحاد الكبير للجماهير الشعبية في وجه الاتحاد الكبير للارستقراطيين والاتحاد الكبير للرأسماليين، وانتزاع نصر ((الإصلاح الاجتماعي))، حذا عدد من البلدان مثل المجر والنمسا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا حذو هذا المثال ، وشرع بعدد من الإصلاحات الاجتماعية. وبالرغم من إن هذا النصر لم يكتمل بعد ، فانه قابل بالتأكيد لان يكتمل ، وفي وسعنا أيضا إن نتصور انه سيمتد إلى العالم كله.
كيف يمكن لاتحاد الجماهير الشعبية الكبير أن يكون رائعا على هذا النحو؟ لان الجماهير الشعبية في قطر من الأقطار أكثر عددا بما لا يحصى من الارستقراطيين والرأسماليين وغيرهم من أقوياء هذا العالم ...
|