اغتراب العامل تحت الرأسماليّة |
كتبه: كارل ماركس عنوان النص الأصلي: العمل المغترب |
سأنطلق من واقعة اقتصاديّة راهنة تتمثل في أنه بقدر ما ينتج العامل من الثروة أكثر، وينمو إنتاجه من حيث القوّة والحجم، يصبح أكثر فأكثر فقرا، وبقدر ما ينتج من البضائع أكثر يصبح العامل بضاعة أبخس ثمن، يوازي انهيار قيمة العالم الإنساني تنامي قيمة العالم المادّي. فالعمل لا ينتج بضائع فحسب، بل إنه ينتج ذاته أيضا، وينتج العامل باعتباره بضاعة. ينتصب الموضوع الذي ينتجه العمل أي منتوجه الخاص، أمامه كيانا غريبا و قوّة مستقلة عن منتجها. إنّ منتوج العمل وقد تمّ تثبيته وتحويله إلى مادة في موضوع، فهو تموضع العمل، والتموضع هو فقدان للموضوع وعبودية له. إذ أن في انتزاع المنتوج اغتراب للعامل وإقصاء له. وإن تحقق العمل يبدو عدم تحقق للعامل إلى حد أنه يموت جوعا... فالعامل لا يسلب من الأشياء الضروريّة للحياة فحسب بل يسلب أيضا من موضوعات العمل. أجل يصبح العمل ذاته موضوعا لا يمكن للعامل امتلاكه إلا بعد بحث شاق خلال مدة زمنية متقطعة وبصفة غير منتظمة. إن تملك الموضوع يكشف عن الاغتراب إلى حد أن العامل عندما ينتج من الموضوعات أكثر يمتلك أقل ويخضع لسيطرة منتوجه الخاص وهو رأس المال... حالما يضع العامل حياته في الموضوع لم تعد ملكا له، إنها ملك للموضوع... إن الحياة التي وهبها للموضوع ترتد عليه وتصبح معادية له وغريبة عنه. |